حياتنا عبارة عن مجموعة من الذكريات، أحداث تمضي في خضم أيامنا العادية، قد لا نعيها حينها، إلا أننا ندرك لاحقاً أنها أصبحت معيناً لنا في أوقات مختلفة، فتارة ترسم ابتسامة على شفاهنا، وتارة تثير فينا الشجن، وتارة تدفعنا إلى البكاء.
عندما نسترجع ذكرياتنا، نسبح عبر الزمن لنشاهد أفعالنا ونستمع إلى صوت العقل والقلب فينا ذاك الحين، نضحك أو نغضب أو نغتاظ، نتمنى أن نعود لنعيش بعضاً منها، أو نتنفّس الصُعداء لأن بعضاً آخر قد ولّى بلا رجعة.
لكل واحد منا صندوق خاص به، يجمع فيه ذكرياته علّه يتدثّر به يوماً ما من صقيع الوحدة أو من وحشة الشيخوخة، أو حتى كي يحكيها لأطفاله وأحفاده، سواء اهتموا بها أو تظاهروا بذلك.
سأكون هنا عندما يزورني الماضي، فأكرم ضيافته وأستمع إلى حكاياته عنّي. أرسمها بحروفي على هذه الصفحة، علّني أخلّدها كي أعود إليها كل حين، قبل أن يمر الزمن ولا يعرف أحدنا طريقاً للآخر.
أحمد